قصة الملاك الحزين

قصة الملاك الحزين


كـان النسيـم يداعبهـا فنظـرت اليها
ولمحـت دمـوعا حـائرة تسكن عينيها
وكلمـات تخرج فى صمـت والقلم بيديها
لتعتلى السطور بتساقط الحبر من جفنيها
قسـألنـى عـقـلى ما الـذى يبكيـها
فـهـل حبيب تركـهـا لالام تعـانيها
ام قسـت عليها الدنيـا وافقدتها معانيها
فـقـلـت لنفـسى اذهـب واحـاكيها
ومن الاحزان اخرجها ومن الالام اداويها
لـكى تعود البسمة اليها وللدنيـا معانيها
وللزهور عبيرها والطيور تنشد اغـانيها
ويسكن القمر سماه وينظر اليـها يناجيها
من ذا الذى ينظر الـى وكل الجمال فيها
فـلـم ارى فى الارض جمالا يضاهيها
فسبحان الذى صورها وزين الكون بيها
وجلست بجوارها وسألتها لما الحزن
فنظرت لى بدهشة وقالت من انت
ولماذا اقتربت منى ومن اين اتيت
فنظرت اليها ساكنا ولازمنى الصمت
واخذت الدموع تملؤ عيناها قبكت
فدون ان اشعر مددت يدى وجففت
الدموع المتناثرة على خديها وحزنت
وقلت همسا اهدأى فجئت امد يدى
قالت وبصوت مرتجف انها الحياة
فقلت لها وهل تستحق هذا الشجن
قالت وهى تهمس نعم فلقد احببت
فتنهدت واطمئنت لى وبدأت تروى
كان فى بدء الطريق ومعه انا بدأت
وكانت تغمرنى الاحلام حتى تأكدت
ان لامعنى للحياة بدونه ومن غيره مت
فرسمت له الدنيا طريقا مليئا بالزهور
وكنت اسبح واهيم فى سماه كالطيور
حتى غرقت فى عشقه كالؤلؤ فى البحور
واذا اطال فى البعد عنى اغضب واثور
وعندما اراه يأتى اطير اليه كالعصفور
يحنو على ويحتضننى وكان رجل غيور
كان يحتوينى بكل مالديه من احساس وشعور
وعشنا معا فى هذه السعادة اعواما وشهور
الى ان غاب عنى وسافر لبلاد بعيدة
وتركنى فى هذه الدنيا اعيش وحيدة
فأنتظرت وظللت انتظر سنوات عديدة
حتى يعود ونعيش سويا حياة جديدة
ويكتب لنا الزمان قصة حب فريدة
فشائت الاقدار بان تخبرنى الحقيقة
فقد علمت بأنه على علاقة بغيرى
وبعد ان سافر نسينى ونسيى امرى
هكذا الحب يضيع وقد فنيت فيه عمرى
مثل رياح عاتيه بين امواج البحرتلاطمنى
فتنهار احلامى كبيت على الشط من الرملى
فهل كل هذا كان وهما اذا اين الحب
الذى كان يسكننى ويملئ بالحنان قلبى
فما عسايا افعل وقد سكنت الظلمات دربى
هل علمت الان بعد كل ماراويت لما الحزن
ولما يسكن الدمع عيناى ولما اليأس يتملكنى
نعم علمت ولكن اعلمى ان الحياه قصيره
فلا تنظرى للماضى ولا تكونى له اسيره
فالحياه امل وحب وبدونهم تصبح مريره
فكونى للقلوب ابتسامة تجعلك لها اميرة